قال سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه

نبيٌ يرى ما لا يرى الناسُ حولَه # ويتلو كتابَ الله في كل مشهد

فإِنْ قال في يومٍ مقالةَ غائبٍ # فتصديقُها في ضحوة اليومِ أو غد

بشّر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالشهادة مرة أخرى حين رآه يلبس ثوباً أبيض فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على عُمر قميصاً أبيضَ فقال : ثوبُكَ هذا غسيلٌ أم جديدٌ ؟ قال : لا بل غسيلٌ قال : البَس جديدًا وعِش حميداً ومت شَهيداً .. رواه ابن ماجه وقد وقع الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسي وهو قائم يصلي الصبح إماماً بالمسلمين في المسجد النبوي سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية ليكون مقتله رضي الله عنه علامة من علامات نبوته صلوات الله وسلامه عليه ..

وثاني الشهداء في نبؤته صلى الله عليه وسلم هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي بشّره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة وأنبأه أنها ستكون في فتنة طلب منه أن يصبر عليها وذلك لما جلس أبو موسى الأشعري مع النبي صلى الله عليه وسلم على بئر أريس في بستان من بساتين المدينة يقول أبو موسى : فقلتُ : إن يرد الله بفلان خيراً يأت به فجاء إنسان يحرك الباب فقُلْتُ : من هذا ؟ فقال : عثمان بن عفان فقُلْت : على رسلك فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه .. فجئته فقُلْت له : ادخل وبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبك .. رواه البخاري وقد استشهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه زوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم والمبشَّر بالجنة والشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع ..

وثالث المبشرين بالشهادة في قوله صلى الله عليه وسلم لجبل حراء : اسكن حراء .. فما عليك إلا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شهيدٌ .. هو علي رضي الله عنه وقد أنبأه النبي صلى الله عليه وسلم في موقف وحديث آخر بأنه سيُقتل بضربة في صِدْغَيه ولعلم ويقين علي رضي الله عنه بما أخبره به النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيقتل ويموت شهيداً فإنه ما كان يخاف على نفسه الهلكة من أي مرض يصيبه فعن أبي سنان الدؤلي أنه عاد ( زار ) عليًّا رضي الله عنه في شكوى له شكاها قال : فقلت له : لقد تخوّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه فقال : لكني والله ما تخوّفت على نفسي منه لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق يقول : إنك ستُضرب ضربةً ههنا ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقرُ الناقة أشقى ثمود .. رواه الحاكم وصححه وحسنه الهيثمي