
من العادات التي تميزت به قرية البشير الأندلسية
Vejer De La Frontera
الواقعة بين مدينتي
قادش (Cádiz)
وطريفة (Tarifa)
على الشريط الساحلي المقابل لعدوة المغرب إلى وقت قريب، تستر نسائهن بلحاف أسود مع إظهار عين واحدة فقط، و يعرفن باسم
Las Tapadas De Vejer أي منتقبات قرية البشير
يسمى هذا الزي التقليدي ب The COBIJADA
وقد وضعت بلدية القرية تمثالا يُعتبر معلمًا لهذه المحلّة تكريمًا و تشريفًا لهؤلاء النسوة لافتخارهم بنُبل هذا اللباس و دلالته الخلقية، و لا فرق بينه وبين “الحايك” المعروف في المملكة المغربية إلا من حيث اللون
والنقاب بعين واحدة المسمى بـ Toca
ينتشر في أغلب قرى إقليم أندلوسيا و حتى في عاصمة الإقليم قادس

:قال السدي عن حجاب المرأة الأندلسي
” تغطي إحدى عينيها وجبهتها وشقها الآخر إلا عينها”
و قال أبو حيان الغرناطي الأندلسي
“و كذا عادة بلاد الأندلس؛ لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة”
هكذا كانت ملابس النساء الاسبانيات في مدينة
Vejer De La Frontera
جنوب الأندلس المحتل حتى لو كن غير مسلمات، و حافظن عليه لدهور عدة حتى بعد سقوط الدولة الأندلسية و ضياع الإسلام فيها، إلا أنه بقى كرمز للشرف و الفخر حتى عبر الحدود و وصل إلى القارة الأمريكية نتيجة الاستعمار الاسباني

منع هذا اللباس منعا باتا بسبب أصوله الاسلامية خلال فترة حكم الديكتاتور الجنرال فرانكو سنة 1960 م، إلا أنه عاد للانتشار بعد عام 1975 م
و رغم عزوف جيل الشابات الاسبانيات عن ارتدائه في أيامنا هذه، إلا أنه لا يزال يلبس في الاحتفالات الثقافية و الفلكلورية سنويا إحياء لهذا الموروث المحلي العابر للأزمان و الثقافات
يرفض البعض نسب هذا الزي ورجوع أصله للعرب المسلمين إذ يستنكرون كيف استمر كل تلك القرون و إسبانيا تحت حكم الكنيسة الكاثوليكية؟ و كيف لهذا التقليد أن يصبح رمز عز و فخر و هو عائد للعرب و المسلمين؟
لكن طرحهم مردود، فإنما هي الحقيقة التى يحاولون طمسها و عدم ذكرها.. فيضعون أسباب عدة وأساطير وهمية. فسبحان من أعز المرأة المسلمة بشريعة الحجاب و جعل لهذا العز أثرا و امتداد، و اعتراف من غير المسلمين بذلك لقرون طويلة
