
لقد تميَّز الأندلسيون بخصائص عدَّة وصفهم بها المؤرخ ابن سعيد المغربي الذي عاش في القرن السابع الهجري (610 – 685 هـ / 1214-1286م)، و ذلك في كتابه “الـمُغرب في حلى أهل المغرب”، وقد نقل هذه الصفات صاحب كتاب نفح الطيب المقري التلمساني
:و لعل من أهم أوصاف أهل الأندلس أنهم يحبون النظافة حبًّا شديدًا؛ إذ يقول
هم أشدُّ خلق الله اعتناءً بنظافة ما يلبسون و ما يفرشون، و غير ذلك ممَّا يتعلَّق بهم، و فيهم مَنْ لا يكون عنده إلَّا ما يقوته يومَهُ، فيطويه صائمًا و يبتاع صابونًا يغسل به ثيابه، و لا يظهر فيها ساعةً على حالةٍ تنبو العين عنها
فالأندلسيون كان لديهم ميلٌ واضحٌ في التأنُّق في ملابسهم و انفرادهم بتقاليد في الزيِّ تختلف من أهل الأمصار الأخرى و حسن تدبيرهم في شئون حياتهم

عُرف أهل الأندلس عامة و أهل غرناطة خاصة بالاهتمام الشديد بالنظافة في كل شيء، فقد تميز الأندلسيون ببهاء طلّتهم و إظهار الرفاهية في حُلَّتِهم. فالفقير المعدم من أهل (الأندلس) كان يفضل الجوع و الصيام على أن يظهر بمظهر غير لائق لاهتمام مجتمعه الكبير بالنظافة الشخصية، و لا شك أن طبيعة الشخصية الأندلسية التي اهتمت بنظافتها الشخصية كانت السبب في إخراج هذا الإبداع الفني في العمارة التي لا تزال شاهدة على رهافة الشخصية الأندلسية
:و يقول الدكتور محمد عبد الله عنان
و كان أهل الأندلس مضرب الأمثال فى النظافة، يبالغون فى العناية بنظافة أبدانهم و ثيابهم، و يكثرون من الاستحمام. و قد كانت هذه العادات فيما بعد، حينما أكره المسلمون على التنصير، من الشبه التى تثيرها ضدهم محاكم التحقيق، للتدليل على تشبثهم بالإسلام، و ارتدادهم عن النصرانية
:و ذكر ابن عبدون الأندلسي
إن أهل الأندلس يولون العناية بنظافة الطرق، و يمنعون الناس من طرح الأوساخ أو إراقة الماء فيها، و يمنعون الصباغين من عملهم فى الأسواق و الطرق الضيقة لئلا يتلوث لباس المارة

– كتاب (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) للمقري
– كتاب (دولة الإسلام في الأندلس )
محمد عبد الله عنان”العصر الاول/القسم الأول”