بقية فردوس الأندلس المفقود التي تتغير منذ مئات السنين. توجد قبيلة أنجرة أقصى شمال المغرب، حيث تطل على مضيق جبل طارق شمالا من القصر الصغير و هي أقرب نقطة إلى إسبانيا، وتصل إلى حدود تطوان و المضيق و الفنيدق شرقا، و تحد بطنجة غربا و هي جزء من منطقة جبالة شمال المغرب التي تضم ما يقارب 44 قرية

هذه القبيلة تعتبر من أكبر قبائل جبالة و من أكثرهم حفاظا على الثقافة الأندلسية، و أول قبائل جبالة و المغرب التي تستقبلك أراضيها بعد مضيق جبل طارق.يطلق على سكان القبيلة اللنجريين؛ هذا الاسم يعني في المعجم العربي من خلال الكلمة الأصلية “الأَنْجَر” و التي تعني مِرْساة السَّفينة

لم يكن استيطان الأندلسيين الفارين من بطش محاكم التفتيش القشتالية لهذه المنطقة، (قبيلة أنجرة) اعتباطا، و إنما اتخدو من الساحل المغربي المحاذي لجبل طارق مستقرا لهم لكونه يشبه إلى حد كبير سهول و هضاب مدينتي إشبيلية أو غرناطة. لذا تجد طرائق عيش الإشبيليين و الغرناطيين متجلية بشكل مثير في هذه القبيلة، و مما يلفت الناظر إلى خريطة القبيلة هو أن معظم أسماء القرى و المداشر الأنجرية يوجد لها لها نظير بالأندلس خاصة في مدينة غرناطة كالحامة، المنصورة، الحومة، القلعة، الرميلات، الدالية، الخوايم، القصيبة، الخندق

:عرفت قبيلة أنجرة هجرتين أندلسيتين هامتين في تاريخها، و هما

الأول: الهجرة الإشبيلية، أواسط القرن 12 هجري؛ أي في بداية سقوط المدن الاندلسية الواحدة تلو الأخرى في يد القشتاليين

الثاني: الهجرة الغرناطية، جاءت بعد سقوط غرناطة سنة 1492 م كآخر معقل إسلامي بالأندلس

منذ أن جاء أفراد هذه القبيلة من الأندلس إلى المغرب قبل مئات السنين فإنهم لم يختلطوا كثيرا بباقي مناطق البلاد. لقد ظلوا منغلقين على أنفسهم بين الجبال و يتزاوجون فيما بينهم و يعيدون إنتاج خلاياهم الأندلسية جيلا بعد جيلا حفاظا على العرق الأندلسي و لا يزالون كذلك إلى اليوم

كان أجداد هؤلاء الأندلسيين يعتقدون أنهم سيستقرون في هذا المكان لفترة قصيرة ثم يعودون إلى ديارهم القريبة. كانوا ينظرون انطلاقا من نوافذ منازلهم على الشواطئ المغربية إلى تلك الشواطئ الأندلسية التي تركوها خلفهم و يعتقدون أن عودتهم إليها مسألة أيام أو شهور أو سنوات على أكثر تقدير

و جدير بالذكر هنا أن مدينة شفشاون المجاورة كانت ترفع فيها الرايات السوداء على المنازل حدادا على سقوط الأندلس، و انتهى هذا التقليد حوالي سنة 1919 م

هنا قبيلة أنجرة

القبيلة التي 80٪ من سكانها من أصل أندلسي و تحديدا من غرناطة و إشبيلية بوجه خاص، ثم مالقة، و الجزيرة الخضراء

من الباحثين من يرجع أصل تسمية القبيلة إلى قرية

“الأنجرون ” Lanjaron

بمدينة غرناطة و التي وردت في كتاب “صلة الصلة” تيمنا ببلدتهم في غرناطة بعد الطرد التعسفي الذي لحقهم من طرف محاكم التفتيش القشتالية، خاصة و أن أهالي المنطقة يعرفون اليوم باسم لنجريون