يعود تاريخ مسجد بوزعافر إلى مرحلة الاستعمار الإسباني لمدينة شفشاون شمال المغرب. و جاء في كتاب “من تاريخ شفشاون” – لمؤلفه طه ابن فاروق الريسوني – أنه تم تشييد المسجد بأمر من الضابط

” فرناندو كابات ” ( Fernando Capaz )

حاكم شفشاون في 1925 م، و بإنجاز سلطات الحماية

يتوفر مسجد “بوزعافر” على شكل معماري فريد “جسد كنيسة و رأس جامع”، تميزه عن باقي المساجد بتراب المدينة

تعددت الروايات الشفاهية في سبب تعريف هذا المسجد الإسباني “بوزعافر” عند عامة الشفشاونيين لما تحمله الكلمة من معنى بالعامية المغربية مرتبط بطول الشوارب، و من هذه الروايات حول التسمية نجد

أن القائد العسكري الإسباني الذي بنى المسجد كان ذا شوارب كثيفة

أن المهندس الذي أشرف على بناء المسجد كان بشوارب كثيفة

أن “بوزعافر” هي تحريف لـ “أبي العصافير “، و هو صاحب الأرض لأنه كان بالمكان شاعر أندلسي رومانسي له طيور مختلفة و بساتين

إلا أن أشهر رواية متواترة في الموضوع تجمع تسمية بوزعافر بالمقاول المهندس الاسباني الذي سهر على إنشاء المسجد صاحب الشارب المفتول و الذي عرف به

“بوزعافر” هي تحريف لـ “أبي العصافير “

و يظهر من موقع المسجد الإستراتيجي أنه لم يكن بعيدا عن الأهداف الاستعمارية الرقابية لأن الغرض من بنائه كان هو التجسس على باقي أجزاء المدينة

و من الطرائف قول طه الريسوني إن الإسبان المقيمين بشفشاون بعد الحرب الأهلية سموا المسجد “يدي والو” ( أي لا شيء) لما تعرض له من مقاطعة صريحة و ممانعة رافضة من لدن سكان شفشاون و أحوازها. فالسكان المحليون كانوا يعتقدون أنه بني قصد استدراج المقاومين الذين كانوا يتحصنون بالتضاريس الوعرة في الجبال بهدف ضبطهم و مراقبتهم على اعتبار أن سلطات الحماية كانت تدعم استقرارها بالمغرب بمنشآت إدارية تربوية و دينية بغية استلطاف السكان

لم يثبت أن أقيمت فيه صلاة قط و لم يحتضن أي شعيرة دينية و قت الاستعمار الاسباني باستثناء الأذان، إذ إرتبط في أذهان سكان شفشاون بالمستعمر النصراني، و لم يستوعبوا كيف لحاكم إسباني أن يبني مسجدا خاصة وأن أهل المدينة كانوا يرونه مغتصب أرض و محتل و لهذا رفضوا الصلاة فيه

من زار شفشاون ولم تطأ قدماه مسجد “بوزعافر” فإن زيارته تبقى ناقصة؛ بالنظر إلى المنظر الساحر الذي يوفره لزائره هذا المكان، الذي يتوافد عليه مع حلول موعد غروب الشمس عشرات السياح مثنى و ثلاث و زمرا يسرعون الخطى و يتسلقون الأدراج المؤدية إليه، من أجل نيل صور “الجوهرة الزرقاء” و هي تغوص في حمرة الغسق

يظهر من موقع المسجد ميدان الإستراتيجي