
من هنا مر طارق بن زياد المغربي لفتح الأندلس خلال الفترة الممتدة من 711 و 718 م
من هنا مر يوسف بن تاشفين مرتين، الأولى لنجدة أهل الأندلس من بطش القشتاليين في معركة الزلاقة و التي أخرت سقوط الأندلس لأربعة قرون أخرى، و الثانية لتخليص الأندلسيين من عفن و بطش ملوك الطوائف
من هنا مر أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي و أدب الصلبيين في معركة الأراك الخالدة
من هنا مر يعقوب بن عبد الحق المريني، لنجدة أمراء بنو الأحمر من ضربات القشتاليين التي كادت أن تقضي على دولتهم، و كان بعدها معركة الدونونية الشهيرة التي سحقت فيها قوات الإسبان
كان هذا المضيق شاهد على نكساتنا و على إنتصاراتنا أيضا، و لا يزال ينتظر من يمر عبره لعدوة الأندلس قادماً من المغرب
حدث في 27 أبريل 711 م، طارق بن زياد ينزل إلى الأندلس لفتحها بعد أن عبور البحر المتوسط
طارق بن زياد.. قائد أمازيغي الأصل من قبيلة نفزة شمال المملكة المغربية بإجماع أغلب المؤرخين. و رغم التأكيد على أصله الأمازيغي، إلا أن ابن عذارى المراكشي يؤكد علاقة طارق بن زياد أيضا مع العروبة منذ زمن طويل، و الذي يظهر انطلاقًا من اسم أبويه، زياد و عبد الله، ما يبين أنه نشأ في بيئة أمازيغية عربية إسلامية مع احتفاظه بلهجة أجداده الأمازيغية
طارق بن زياد.. هو القائد العسكري المغربي الذي قاد بضعة آلاف من المجاهدين المغاربة، و عبر بهم البحر الأبيض المتوسط من ساحل المغرب الأقصى، و اقتحم بهم أوروبا من مدخلها الأندلسي، و ثبّت أقدام الدولة الإسلامية في قلب العالم الغربي خلال شهور قليلة، في الوقت الذي تطلّب فيه فتح بقعة تضاهي الأندلس من حيث الأهمية الرمزية و الاستراتيجية مثل القسطنطينية عدة قرون

نزل ” طارق بن زياد ” على الصخرة المعروفة باسمه “جبل طارق” بعد عبوره البحر المتوسط إلى الأندلس لفتحها بعد أن تم الاتفاق مع “يلويان” حاكم “سبتة”، و قد تمكن طارق بن زياد من تحقيق انتصارات عظيمة خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 711 م و 718 م مكّنت المسلمين من فتح بلاد الأندلس و بسط سيطرتهم على شبه الجزيرة الإيبيرية ( إسبانيا و البرتغال و جنوب فرنسا حاليا )
يُعتبرُ طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخين الإيبيري و الإسلامي على حدٍ سواء، و تُعدّ سيرته العسكريَّة من أنجح السير التاريخيَّة. و يُنسب إليه إنهاء حكم القوط الغربيين لهسبانيا، و إليه أيضًا يُنسب “جبل طارق” و هو الموضع الذي وطأه جيشه في بداية غزوه للأندلس
ترك طارق بن زياد إرثًا كبيرًا بعد وفاته تمثَّل ببقاء شبه الجزيرة الأيبيريَّة تحت حكم المسلمين زهاء 80 قرون، و في وقتٍ لاحق خلال القرن العشرين أُطلق اسمه على عدد من المواقع في البلدان الإسلاميَّة و بالأخص في مسقط رأسه المملكة المغربية، كما أصدرت حكومة جبل طارق (بريطانيا) عملة نقدية من فئة باوندات تكريما للرجل، ترون في العملة صورة للقائد المغربي طارق بن زياد بسيف النمشة المغربي و جانبه النجمة الخماسية للمملكة المغربية، كما تخلد العملة الورقية القلعة المغربية التي كتب تحتها
The Moorish Castle
