
:يقول ياقوت الحموي واصفا أهلَ مدينة شِلْب
و سمعتُ مِمّن لا أُحصي أنّه قلَّ أن ترى من أهلها من لا يقول شِعرا، و لا يُعاني الأدب، و لو مررتَ بالفلّاح خلف فَدّانه و سألته عن الشّعر؛ قرضَ من ساعته ما اقترحت عليه، و أيَّ معنى طلبت منه
مدينة شِلْب Silves عاصمة الغرب الأندلسي و أحصن مدنه
كانت تعد مدينة شلب ثالث أمنع و أحصن مدن الغرب الأندلسي بعد مدينتي بطليوس و ماردة، و تميزت بثغرها البحري الممتد فكانت مركزاً تجارياً هاماً من مواقع التجارة فى الأندلس، و تميزت بصيد الأسماك و القيام بتجفيفها إضافة إلى أنها كثيرة الزرع و الضرع

كانت مدينة شلب تحت حكم المعتمد بن عباد في ظل حكم أبيه لإشبيلية أكبر ممالك الطوائف الأندلسية، و قد شهدت عنفوان شبابه و مرتع صباه، و قد وضع فيها بصمته ببنائه لقلعتها التي لا زالت تحمل بصمته و هي (قلعة الشراجيب) التي تزين كامل المدينة حتى اليوم و شاهدة على حضارة المسلمين في هذه المدينة و ضخامة إرثهم الحضاري فيها
بفضل أعمال التجديد واسعة النطاق، تعتبر اليوم قلعة شلب أو القلعة الحمراء واحدة من أفضل قلاع العصور الوسطى المحفوظة بجنوب البرتغال

شِلْب الأندلسية Silves .. مدينة التّين الفاخر
كانت تعرف مدينة شلب في عهد الأندلس بزراعة التين الذي كان يُحمل إلى أقطار الغرب كلّها، إشتهرت الأمثال في المجتمع الأندلسي و ألفت فيها كتب؛ و من أشهر هذه الأمثلة قولهم
“إذا رأيت التين، أبشر بالطين”
و معنى ذلك أن نضج فاكهة التين دلالة على اقتراب موسم الشتاء و الأمطار
