قصر الشراجيب .. قصر المعتمد بن عباد في شِلْب | غرب الأندلس

قصر المشرجب أو قصر الشراجيب هو واحد من قصور مدينة شلب الأندلسية ، بناه المعتمد بن عباد ضمن قلعة المدينة عندما كان والياً عليها في عهد أبيه المعتضد

و فيه يقول صاحب ” قلائد العقيان “

” و قصر الشراجيب هذا متناهٍ في البهاء و الإشراق، مباهٍ لزوراء العراق، ركضت في جياد راحاته، و أمضت بروق أمانيه في ساحاته، و جرى الدهر مطيعاً بين بكره و روحاته، أيام لم تحلّ عنه تمائمه، و لا خلت من أزاهير الشباب كمائمه ”

و فيه أيضا يقول المعتمد مخاطبا رفيق صباه و وزيره الشهير أبو بكر ابن عمار متشوقا لقصر الشراجيب

ألا حيِّ أوطاني بشلب أبا بكر ***  وسلهنَّ هل عهدُ الشبَّابِ كما أدري

و سلِّم على قصرِ الشَّراجيب عن فتىً ***  له أبداً شوقٌ إلى ذلك القصرِ

و الظاهر أن قصر الشراجيب سمي بهذا الاسم لكثرة غرفه و شراجيبه أي نوافذه

الشراجيب : كلمة مغربية أندلسية تعني الشرفات أو النوافذ ، و هي الكلمة المستعملة اليوم في اللهجة المغربية إذ تسمى النافذة في المغرب بالشرجم أو الشرجب

و من الأمثال العامية في الأندلس ” زَاد فَالمُشَرجَب بَيت ” ؛ و هو مثل أندلسي ذكره الزجالي ( توفي في مراكش 1294 م) في في كتابه ” أمثال العوام ” . و هو مثل يُطلق عند الزيادة في أمر مُكتمل لا يقبل المزيد

و قد ذكر ابن حزم في الطوق الشراجيب عندما تحدث عن خبره من الجارية التي كان يحبها ببيت والده و ذكر أنه التقى بها أثناء احتفال وقع في منزله كن النساء فيه : ” يتنقلن إلى قصبة كانت في دارنا مشرفة على بستان الدار و يطلع منها على جميع قرطبة و فحوصها، مفتحة الأبواب ؛ فصرن ينظرن من خلال الشراجيب و أنا بينهن “

اليوم لم يبق من قصر الشراجيب إلا الأطلال و السور الخارجي و كان يوما ملء السمع والبصر . لقد طالته يد التدمير المسيحية التي كانت تعتمد سياسة حرق كل ما تركه المسلمون من آثار و مبان في البرتغال الحالية