
من الملاحظ أن المسلمين بعد أن أتموا فتح البرتغال هجروا المناطق الجبلية في الشمال نظرا لوعورتها و شدة برودتها و انحدروا إلى الجنوب الدافئ ذي الأراضي الخصبة و الطبيعة الجميلة، فكانت مناطق الشمال المهجورة من المسلمين هي أولى المناطق التي لجأ اليها النصارى و اتخذوها مركزا يغيرون منها على المسلمين
لم يلتفت المسلمون إلى اجتماع النصارى في هذه المناطق في بادئ الأمر حتى استفحل أمرهم، و أصبحوا يشكلون قوة خطيرة على المسلمين، و قد جعلوا هذه المناطق مركزا لانطلاقهم في حربهم مع المسلمين لمحاولة استرداد البلاد مرة أخرى، و قد جرت حروب كثيرة بينهم و بين المسلمين حيث كانت الحرب سجالا بين المسلمين و النصارى، إلى أن سقطت لشبونة بيد (الفونسو هنريك) الذي أعلن نفسه ملكا على البرتغال، و ذلك في سنة 1147 م
تبع سقوط لشبونة سقوط عدد كبير من المدن و القرى، و شيئا فشيئا أصبحت البلاد تسقط في أيدي النصارى حتى كان عام 1429 م حيث كان سقوط مدينة شلب التي تعد مركز الجنوب في البرتغال، و هي آخر حصون المسلمين هناك. فأصبح ذلك يمثل نكسة كبيرة للمسلمين في الأندلس الذين استمر وجودهم في تلك البلاد مئات السنين ثم اضطروا للخروج منها بعد ما خسروا آخر معاركهم مع النصارى