يقول الشريف الإدريسي رحمه الله في مدينة شِلْب

” و مدينة شلب حسنة في بسيط من الأرض و عليها سور حصين و لها غلات و جنات. و شرب أهلها من واديها الجاري إليها من جهة جنوبها. و عليه أرحاء البلد ، و البحر منها في الغرب على ثلاثة أميال ، و لها مرسى في الوادي و بها الإنشاء. و العود بجبالها كثير يحمل منها إلى كل الجهات و المدينة في ذاتها حسنة الهيئة بديعة المباني مرتبة الأسواق و أهلها سكان قراها من عرب اليمن و غيرها و كلامهم بالعربية الصريحة و يقولون الشعر و هم فصحاء نبلاء خاصتهم و عامتهم “.

مدينة ‫شِلب Silves في غرب الأندلس

شِلب مدينة صغيرة تقع في منطقة الغرب (Algarbe) جنوب البرتغال على مرتفع مجاور لنهر ” أراده Arade ” وسط بسيط خصب قريب من البحر المحيط

وقعت شِلب بيد المسلمين سنة 713 م

بعد فتحها على يد عبد العزيز بن موسى بن نصير في سنة ، و كانت تعتبر من أهم المدن الأندلسية في عهد الدولة الأموية، و في عهد ملوك الطوائف استقلت بها طائفة بنو عباد ملوك إشبيلية في سنة 1025 م في عهد المعتضد بن عباد و تولى حكمها ابنه المعتمد بن عباد قبل أن يصبح ملكا على إشبيلية في سنة 1069 م بعد وفاة والده

بعد سيطرة الدولة المرابطية على الأندلس ، أصبحت مدينة شِلب ضمن خارطة الأندلس الكبرى التي حاول المرابطون تأسيسها ، ثم بعد المرابطين سيطر عليها الموحدون

في سنة 1189 م تمكن سانشو الأول ملك البرتغال من السيطرة على المدينة بعد حصار دام زهاء أربعة أشهر، فكان لسقوطها وقع الصاعقة في الغرب الإسلامي لكن سرعان ما استعادها الموحدون على يد أبا يوسف يعقوب في سنة 1191 م بآلات حرب أجبرت النصارى على إجلائها ، و بقيت تحت سيطرة المسلمين إلى حدود سنة 1242 م عندما سقطت بصفة نهائية في يد البرتغاليين في عهد الملك سانشو الثاني بعد أفول نجم الموحدين

أمّ قلعتها الحمراء عدد كبير من الشعراء و العلماء، و حصدت مدائح المؤرخين لكثرة خيراتها في الزراعة و التجارة، و أطنبوا في وصف قصبتها و أسوارها و أسواقها و رهافة العيش فيها

يصف صاحب الروض المعطار شلب بقوله

” و عليها سور حصين و لها غابات و جنات و شرب أهلها من واديها الجاري إليها من جنوبها و البحر منها في الغرب على ثلاثة أميال و المدينة ذاتها حسنة البناء مرتبة الأسواق أهلها و قراها من اليمن و غيرها “

إحتضنت شِلب في عزّ أمجادها حشدًا من الشعراء، ففي أوساطها المثقفة نبغ ابن عمّار، وزير المعتمد بن عبّاد الذي ولد في ضيعة قريبة من شلب، و نجد فيها في عهد المرابطين شعراء من أمثال شاعر فاس ابن حبوس و القاضي ابن القنطري (1049-1108 م) و محمد العامري الباجي (1054-1137 م)