هل تعلم أن البرتغاليين النصارى مازالو يصلون باتجاه قبلة المسلمين في مدينة ميرتولا جنوب البرتغال؟

داخل هذا المبنى ذو اللون الأبيض : كنيسة سيدة البشارة بمدينة ميرتولا جنوب البرتغال

 Igreja de Nossa Senhora da Anunciação | Mértola | Portugal

التي كانت في ما مضى مسجدا ( مسجد باجة أو ميرتولا ) ، لا يزال المسيحيون يصلون و هم متجهون نحو مدينة مكة (قبلة المسلمين)

هذه الكنيسة معروفة أيضا باسم

 Igreja Matriz

و تعني ” الكنيسة الأم” ، و كانت في الأصل عبارة عن مسجد بني على يد الدولة الموحدية عند دخولها للمدينة سنة 1158 م. و تقع على قمة تل أسفل القلعة و تطل على المدينة في منطقة ألينتيخو بجنوب شرق البرتغال ، و هي واحدة من كنيستين في البلاد تم بناؤهما على أنقاض المساجد بعد الاسترداد في القرن الثالث عشر ميلادي . و الكنيسة الأخرى تتواجد في سيربا القريبة منها

بعد الغزو المسيحي للمدينة عام 1238 م ، تم تحويل مسجد ميرتولا إلى كنيسة مسيحية ، إلا أن المثير للاهتمام أنه تم الحفاظ على كثير من تفاصيل المسجد القديم ، إذ تشبه الزخارف الموجودة فوق جدران هذه الكنيسة تلك الموجودة في الجامع الكبير بقرطبة. كان برج الجرس في هذه الكنيسة في يوم من الأيام مئذنة للمسجد ، و في وقت لاحق أضيفت أجراس الكنيسة أعلى المئذنة القديمة. كما أن الأبواب تتخذ شكل أقواس كحدوة الحصان و هو من الامور المميزة للعمارة الاسلامية

من المثير للدهشة أن هذه القطعة الفريدة من نوعها في البرتغال، نجت من هجمات التطهير التي قامت بها حروب الاسترداد و الإصلاح المضاد، و وصلت إلينا في حالة جيدة جدا من الحفظ و الصون . و أولئك الذين يأتون لزيارة معالمها الهامة يقال لهم إنه المسجد الأكثر احتفاظًا بمعالمه و مميزاته في البرتغال منذ العصور الوسطى

تم تأريخ مسجد ميرتولا اعتمادا على مسجد تينمل المتواجد بالمغرب ، فهو كان بمثابة نموذج له حسب المؤرخين البرتغاليين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الزخرفة النباتية للجص توازي تلك الخاصة بآثار أخرى من نفس الفترة ( أي مسجدي تينمل و ألميريا بإسبانيا)، مما يسمح بتأريخ فترة بناء مكان العبادة هذا بثقة معقولة

و داخل هذه الكنيسة التي كانت في ما مضى مسجدًا، لا يزال المسيحيون يصلون و هم متجهون نحو مدينة مكة. إذ أن المحراب، و هو تجويف نصف دائري في الجدار، يوجد مباشرة وراء المذبح الرئيسي. كما أن برج الجرس يقف في المكان الذي كان قبل أقل من ألف سنة مئذنة تتم من خلالها الدعوة لصلاة المسلمين

و يقول جيرمانو فاز، و هو من أبناء مدينة ميرتولا ويعيش قرب المسجد

“ إن هذا المبنى هو خليط من عدة أشياء ، فقد تم بناؤه فوق معبد روماني. و قد كان في الماضي مسجدًا و هو الآن كنيسة. و نحن فخورون جدًا بهذا التنوع الديني و الثقافي”.