
مسجد مارتلة الجامع .. المسجد الوحيد المتبقي من زمن الأندلس بالبرتغال حول إلى كنيسىة
يقع مسجد مارتلة في أقصى غرب الأندلس في أحواز مقاطعة باجة بالبرتغال . يعود المسجد للقرن 12 للميلاد زمن الموحدين ؛ و هو المسجد الأندلسي الوحيد المتبقّي اليوم في البرتغال، إذ تم هدم باقي المساجد كما هي عادة النصارى في المناطق التي كانت تحت الحكم الاسلامي ، إلا أن المؤسف في الأمر أنه بعد سقوط مارتلة عام 1238 م ، استولى النصارى على المسجد الجامع و حولوه لكنيسة سميت بالكنيسة الأم لسيدة البشارة
(Igreja Matriz de Mértola)

المسجد ما زال يحتفظ ببنائه الأصلي و ما زال من الداخل كما هو ؛ محرابه ، سواريه ، مداخله، و جدرانه الخارجية … إلا أنه علقت فيه الصلبان و انقطعت فيه الصلاة. و رغم تحويله لكنيسة ، لا يزال يعرف لدى السكان المحليين بجامع مَارتُلَة الموحدي
في هذه الكنيسة ( حاليا ) ، من السهل أن يتعرّف المرء إلى بقايا مسجد فأبوابها مصنوعة على شكل حدوة حصان، و حائط محرابها متّجه نحو القبلة
و جدير بالذكر أن بلدة مارتولا كانت تشهد حضورا إسلاميا لافتا زمن الحكم الموحدي ، إلى أن هجرها سكانها المسلمون و نزح معظمهم لمدينة شفشاون في المغرب

من أئمة هذا الجامع زمن الحكم الإسلامي أبو حاتم عمر بن محمد بن فرج الأنصاري رحمه الله، و كان مقرئاً مجوداً فاضلاً ديناً فقيهاً حافظاً أديباً صالحاً، و خطب بجامع بلده مارتلة و ولي الصلاة به، و من شعره رحمه الله في مدح كتاب الشهاب للقضاعي
شهب السماء ضياؤها مستور *** عنا إذا أفلت توارى النور
فافزع هديت إلى شهاب نوره *** متألق أبداً له تبصير
تشفي جواهره القلوب من العمى *** و لطالما انشرحت بهن صدور
فإذا أتى فيه حديث محمد *** خذ في الصلاة عليه يا نحرير
و ترحمن على القضاعي الذي *** جمع “الشهاب” فسعيه مشكور
